• 2022-02-20

مسك الختام

حفل إكليل للمحجبات الجدد

كان محفلًا دافئًا.. خفيفًا.. طاهرًا.. عطرًا.. غضَّاً.. نضِرًا.. يحدوه الفخر والحبور والحياء أيضًا. نعم، الحياء كان السمة الواضحة على الفتيات المكرَّمات واللاتي بلغ عددهن 101 مكرَّمة.
فتراهن يجتزن بوابة قاعة عبدالرحمن الجودر بإصلاح المحرق برفقة أمهاتهن أو أخواتهن أو قريباتهن بهدوء وترَقُّب. ثم يتهادين على الممشى الأنيق المزخرف بالألوان.. الأبيض والوردي والبنفسجي، والمكلَّل بشعار (إكليل) إلى أماكن جلوسهن على الكراسي اللؤلؤية المخصصة للمكرَّمات. وما تلبث إحدى المنظِّمات أن تتوِّج المكرَّمة بطوق من الورد لتكتمل هالتها النورانية.
بدأ الحفل بكلمة مجلس إدارة العمل النسائي من المرأة القديرة والقدوة والشعلة الدكتورة سنية الصالحي، ثم كلمة اللجنة التربوية للمربية الفاضلة الحكيمة المحنَّكة بثينة بوجيري، ومن ثم عروض مرئية لفتيات نادي الفتيات ممن اكتمل نورهن عبر أنشودة عذبة بصوت فتاة واعدة. وأخيرًا فقرة التكريم والتي تفضلت بها مشكورة راعية الحفل الشيخة شيخة بنت عبدالله آل خليفة. حيث قلَّدت فيها المكرَّمات أساور من ذهب عسى الله أن يجمعهن بها في جنات عدن يلبسن فيها ثيابًا خُضرًا من سندس وإستبرق متكئات فيها على الأرائك.
والجدير بالذكر واللافت للنظر في الحفل هو تدشين كتاب (حكايات إكليل) الذي ضم عدداً من الحكايات التي كُتِبت بأنامل فتيات لا تتجاوز أعمارهن العشرين عامًا، إلا أن روعة الأسلوب والبلاغة والحبكة قد فاقت أعمارهن بلاشك. ونأمل أن يكون هذا الكتاب مرجعاً في كل مكتبة في البيوت والمدارس وغرف الانتظار وحتى كنسخة إلكترونية على الهواتف والأجهزة اللوحية.
خلف كل محفل لابدّ من وجود جنديات مجهولات، لا يقفن بل يُحَلِّقن.. لا يجلسن بل يَجرين ندعوهن (الجنديات المجهولات)، ونطلق عليهن فيما بيننا (أم العروس أو أم المعرس) كناية عن شدة الانشغال وفرحتهن بهذا اليوم رغم كل المسؤوليات والمتابعة ومشاعر القلق بأنْ يظهر الحفل بأبهى صورة. وفي حفل (إكليل) كانت الأخت ندى كمال هي (أم المعرس)، والدكتورة لبنى الجار هي (أم العروس). لقد كنّ هنَّ وفرق عملهن يعملن جميعهن بتناغم شديد وتنظيم واضح كالنحل في خلية العسل. ولله الحمد والمنة فقد تكللت جهود شهور من العمل المتواصل والاجتماعات المثمرة والترتيبات المتقنة بظهور الحفل بصورة بهية تفوق التوقعات.
تمنياتنا القلبية بأنْ يكون (حفل إكليل للمحجبات الجدد) حدثاً سنوياً على خارطة مملكة البحرين لمشاركة الأسر الاحتفاء بارتداء بناتهن للحجاب، لأن هذه المناسبة في هذا الوقت بالتحديد تستلزم إظهار الفخر ونشر الفرح لما فيها من امتثال واستجابة لأوامر الله عزّ وجل من فتيات يافعات ذوات عقول راجحة تفكرن بها في وجوب وكيفية اتِّباع طريق الثبات والحق وبما يُرضِي الله تعالي. عسى الله أن يثبِّتهن بهذا الحجاب على الصراط المستقيم لبلوغ الفردوس الأعلى من الجنان يوم لا ظل إلا ظله.

آخر أخبار نور عبدالرحمن الجناحي

  • الكتب الورقية VS. جهاز الكيندل

    2021-10-17

    سأبدأ بخاتمة المقال في البداية ... " لا يمكن لجهاز الكيندل أن يحل محل الكتب الورقية بأي حال من الأحوال" والآن سأبدأ بالمقدمة، باختصار جهاز الكيندل "kindle" هو جهاز إلكتروني لوحي أطلقته شركة "أمازون" مخصص للقراءة فقط ... بحجم ثابت تقريبًا أكبر من حجم ...

  • القراءة المتوازية

    2021-07-19

    نعم ... من الممكن قراءة ثلاثة أو أربعة كتب في نفس الفترة، لكن ليس بالضرورة أن تكون قراءة هذه الكتب جميعها في نفس اليوم بالطبع، بل على فترات متفرقة خلال مدة زمنية معينة أو أماكن محددة بصورة متوازية. مع العلم بأن هذه الطريقة تأتي بصورة تلقائية دون تعمد...

  • أبجديات كتابة البريد الإلكتروني

    2021-05-15

    أضحى البريد الإلكتروني طريقة التواصل الأولى والأبرز في أوساط العمل خلال عصر الجائحة خصوصًا، بل وأصبح من غير المقبول أن يقول لك أحد الزملاء في العمل "اتصلت فيك وما رديت!" في ظل وجود خيار البريد الإلكتروني المتاح دائمًا للاستخدام. لا أدعي بأني ضليعة ف...

  • فخ التبرير

    2021-02-09

    عندما اخترعت البشرية فعل "التبرير"، كان القصد أن يُستخدم بتقنين وحذر شديدين عند الحاجة الملحة فقط لتسوية عتاب بسيط أو سوء فهم عابر. وبالفعل ظلّ التبرير يُستخدم في هذا السياق لأزمنة عديدة كفعل حسن ومنعوت وبعيد عن التكلف. تعاقبت الدهور وتوالت الأجيال و...

  • علبة سجائر

    2020-10-25

    مع اقتراب موعد رجوع عاملات المنازل إلى موطنهم غالبًا ما تتكون لديهم قائمة بالمشاوير التي يودون قضائها في الأسواق لشراء الهدايا التذكارية لأسرهم، كذلك كانت "إندا" العاملة الأندونيسية المسلمة في منزلنا قبل ما يقارب الثلاثة عشر عامًا، عندما اقترب موعد ا...